تحيي ولاية بنزرت وكامل جهات البلاد التونسية يوم غد الجمعة 15 أكتوبر 2021 الذكرى الـ58 لجلاء آخر جندي فرنسي محتل عن أراضيها وتحريرها من براثن ثالث اعتى الجيوش الاستعمارية العالمية

تحيي ولاية بنزرت وكامل جهات البلاد التونسية يوم غد الجمعة 15 أكتوبر 2021 الذكرى الـ58 لجلاء آخر جندي فرنسي محتل عن أراضيها وتحريرها من براثن ثالث اعتى الجيوش الاستعمارية العالمية في ذاك الوقت ، وذلك بعد مسيرة نضالية كبرى وملاحم وطنية ستبقى عالقة في اذهان كل أبناء الشعب التونسي على مر السنين وبين مختلف الأجيال حتى وان اختلف بعضهم في تحليل اطوارها ،
ولكن الثابت والجامع بين كل أبناء الشعب التونسي ان رحلة التحرر والجلاء كانت من بين مراحلها الهامة معركة بنزرت الحاسمة و الفاصلة في الحرب التي خاضتها تونس بكل أبنائها من المتطوعين المدنيين والعسكريين وبقية الأجهزة الأمنية والمقاومين في ساحة الوغى العسكرية والمدنية ، والذين رووا بدمائهم الزكية ارض تونس الابية بعد ان سقط منهم الالاف من الشهداء والجرحى دون اعتبار بقية الخسائر المادية ، لتمثل معركة الجلاء منعرجا مفصليا في تاريخ البلاد التونسية وبقية الشعوب المستعمرة بما كشفته من ندية وصرامة وثبات وشجاعة للشعب التونسي من جهة ، والة عسكرية إجرامية للمستعمر الغاشم من جهة اخرى .
وتعيش ولاية بنزرت على غرار بقية مناطق وجهات البلاد كل موعد 15 أكتوبر من كل سنة على وقع هذا الحدث الوطني الغالي والهام في تاريخها من خلال عديد الفقرات والبرامج الاحتفالية المتنوعة ولكن الجامع فيما بينها استذكار بطولات ونظالات كل افراد الشعب التونسي والاعتبار والفخر بتلك الملاحم والماثر وأيضا حرص على الحفاظ على مكاسب الحرية والكرامة الوطنية وتذكير للأجيال بأهمية الاستقلال وضرورة الحفاظ عليه من خلال العمل والبناء .
وفي هذا الصدد نظم تحت اشراف والي بنزرت سمير عبد اللاوي “منتدى مقاصد للثقافة والاعلام ببنزرت” برئاسة و “جمعية الدراسات البورقيبية ” ملتقى فكري تحت عنوان ” معركة الجلاء : المنطلقات و الأهداف ” .
واحتوى الملتقى في جزئه الأول على حوار مفتوح جمع نخبة من الأسماء والشخصيات السياسية والديبلوماسية التي عاشت المرحلة ومن بينهم أحمد ونيس وزير الخارجية التونسية الأسبق ،والمسؤولين السابقين والمناضلين ، معركة الجلاء الذين بأسلوب برقي ومباشر كشفوا لبقية الحضور من الوجوه المجتمعية والإعلامية والثقافية وأيضا لعدد من المناضلين والمقاومين بعضا من الاسرار الخفية لواحدة من المواعيد الوطنية الكبرى والملاحم النضالية والتاريخية العظيمة للشعب التونسي الابي بمثل حجم ذكرى الجلاء المجيدة 15 أكتوبر 1963 ، ولاسيما منها المعركة الخالدة أيام 19/20/21/22/23 جويلية 1961 .
ومن جهة أخرى اختارت لجنة التنظيم في حركة رمزية ولكنها معبرة في الجزء الثاني من برنامج الملتقى ، ان تستذكر بطولات فرسان السلطة الرابعة من اللذين عرضوا انفسهم لمختلف المخاطر من اجل قضية الشعب التونسي ومن اجل استرداد ارضه من المستعمر الفرنسي الغاشم الا وهم الصحفيين الذين اخذوا على عاتقهم نقل اطوار المعركة والمظاهرات وشحذ الهمم وغيرها من الاحداث لبقية جهات البلاد وكل بلدان العالم ، وذلك من خلال لمسة تكريم ووفاء لكل من محمد المحرزي و أحمد العموري و مليكة بلخامسة والشريف شقرون و بشير الجميلي ، الى جانب تكريم المرحوم محمد الهادي المرنيصي في شخص ارملته و حبيب الحداد،في شخص نجله الاستاذ نبيل الحداد ،الى جانب تكريم الفنانة وسفيرة السلام عفيفة العويني ، كما تم خلال الملتقى عرض شريط وثائقي حول حرب بنزرت كما ندد فيه الحضور بما وصفوه استقواء بعضهم من المسؤولين والسياسيين التونسيين بالاطراف الاجنبية ضد السيادة التونسية ،مطالبين بمزيد تعريف الشباب التونسي معاني الجلاء وملاحم الشعب التونسي .
وفي ذات الاطار ، اشرف عشية اليوم والي بنزرت سمير عبد اللاوي بفضاء دار الثقافة الشيخ ادريس ببنزرت المدينة على موكب احتفالي اختارت له اللجنة المنظمة بالمندوبية الجهوية للثقافة ببنزرت ، شعار ” عيد الجلاء ،ذاكرة…وطن” .
وتضمن المهرجان الاحتفالي بالذكرى 58 لعيد الجلاء معارض وثائقية نادرة موشحة بصور حول المعركة الخالدة ومسابقات وورشات متنوعة في الرسم على جميع المحامل ابدع في رسمها ببراعة وبراءة الأطفال المشاركين من ممثلي مختلف النوادي الناشطة بفضاء دار الثقافة الشيخ ادريس وخارجها ، علاوة على تنظيم جلسة حوارية بفضاء المكتبة الجهوية ببنزرت جمعت عددا من الأساتذة والمفكرين والمناضلين للحديث عن ماثر النضال الوطني الكبير ومعاني عيد الجلاء المجيد .