تونس تُحيي الذكرى 60 لعيد الجلاء

تحيي تونس يوم غد الاحد 15 أكتوبر 2023 ، الذكرى 60 لعيد الجلاء, تاريخ دحر الالة الاستعمارية الفرنسية الغاشمة وطرد آخر جندي من جنودها الاستعماريين عن الأراضي التونسية من ولاية بنزرت في 15 أكتوبر 1963.

وموعد 15 أكتوبر 1963 ، في كامل مناطق وجهات البلاد التونسية وبالأخص ولاية بنزرت يعتبر من المواعيد الوطنية الكبرى التي خط خلالها الجيش الوطني التونسي والحرس الوطني وعموم المناضلين والمقاومين ، وكامل الشعب التونسي باحرف من ذهب وبدمائهم الزكية اقوى وافضل القصص النضالية والملاحم الكبرى ومضرب الامثال في الاستبسال والصمود والوطنية لدى الجميع .

*إستقلال:

كيف لا وقد روى الجميع بدمائهم الزكية والطاهرة ارض الجلاء في معركة كان خلالها المستعمر الفرنسي الغاشم بترسانته العسكرية المتطورة واسلحته المدمرة يعتقد جازما انه منتصر وباق في بنزرت ، قبل ان يخيب مسعاه بفضل صمود ورباطة جاش وعزيمة التونسيين ونضالهم الذي لم يتوقف عند اعتراف المستعمر الفرنسي باستقلال تونس في الـ20 من شهر مارس 1956، ويتكبد هزيمة نكراء ، ويغادر الأدميرال الفرنسي فيفاي ميناد المدينة غير ماسوف عليه وعلى من كان مثله وتسترجع بموجبه تونس سيادتها الكاملة على أرضيها، ويتحقق استقلالها النهائي بعد فترة استعمارية امتدت من سنة 1881 الى سنة 1963.

*تضامن وتلاحم تونسي فلسطيني:

وعلى غرار كل مكونات البلاد التونسية قيادة وشعبا تمر هذه الذكرى وسط أجواء امتزجت فيها احاسيس النخوة والانتصار الوطني التونسي على المستعمر الفرنسي ، بالامل والرجاء بتحقيق الشعب والمقاومة الفلسطينية الباسلة للانتصار بدورها على الالة الاستعمارية الصه ي //ونية ، لتجدد تونس بذلك موقفها الداعم للقضية الفلسطينية العادلة ولكل قضايا التحرر والانعتاق من رواسب الاستعمار والظلامية وما رفع العلمين التونسي والفلسطيني في اغلب الفضاءات والأماكن وتنظيم عديد المبادرات التضامنية الشعبية والمدنية وأيضا الرسمية التونسية الا تعبير مؤكد عن تلاحم الشعبين والبلدين في مسيرة افتكاك حق الحياة على الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس .

*مسيرة صعبة…ومنتصرة:

ومسيرة تحرر البلاد التونسية وطرد اخر جندي من الالة الاستعمارية الفرنسية امن التراب الوطني التونسي وتحديدا من ولاية الجلاء بنزرت يوم 15 أكتوبر سنة 1963 لم تكن ابدا سهلة بل كانت مسيرة صعبة جدا ، ولاسيما معركة بنزرت أيام 19و20و21 و22 جويلية 1961 ، رواها كل من عاشها من مناضلين ومقاومين بعدها في اكثر من مناسبة ومجال ، واكدها جميع المؤرخين ، سواء سياسيا او ديبلوماسيا او بالاخص عسكريا و مدنيا ، حيث دفعت تونس مقابلها شهداء بررة من كافة مناطق وجهات البلاد قدرتها المؤرخة الفرنسية صوفي بسيس بأكثر من ألفي شهيد ، والمصالح الرسمية التونسية بأكثر من 600 شهيد بين عسكريين وحرس وطني ومدنيين ، دون اعتبار الاف المصابين وما لحق بالبنية الأساسية من دمار شامل خلفته الالة الاستعمارية الفرنسية الغاشمة .

*تكريم

وككل سنة تولي ولاية بنزرت من سلط جهوية ومحلية ونسيج رسمي ومنظماتي ومجتمعي عموما “ذكرى الجلاء” ما يجب من اهتمام واستعداد ايمانا من الجميع بانها مناسبة وذكرى وطنية عزيزة على الجميع للوقوف عند تضحيات شعب بكامله والترحم على الشهداء البررة وتكريم كل من صنعوا تلك الملحمة الوطنية العزيزة من اجل مناعة وحرية التراب التونسي من ادران الاستعمار بانواعه .

كما يكون لرئيس الدولة موعد مع موكب رسمي بالمناسبة يؤدي خلاله رئيس الجمهورية واجب الترحم وتلاوة فاتحة الكتاب على الأرواح الزكية لشهداء الحركة التحريرية وحركة البناء السليم لتونس الجمهورية ، وغيرها من الفعاليات الرسمية والمجتمعية التي تنظم في ذات السياق بالجهة وخارجها .

*ملحمة:

وفي روضة شهداء بنزرت، المطلة على ربوة حي الجلاء قبالة شارع المناضل الكبير والصامت المرحوم محمد الصالح البراطلي منفذ اول عملية فدائية ببنزرت بمعية عدد من زملائه المناضلين آنذاك علي بن سالم وحمدة العباسي وشقيق قدور الصدقاوي و تفجيره لمولد الكهرباء الضخم بمدينة بنزرت وكذلك بحي الأندلس والتي أحدثت ضجة كبرى في البلاد والعالم حيث نقلتها آنذاك اذاعة “لندن أو لندرة كما يقال في اللّهجة الشعبية” ، يتوزع 700 قبرا أبيض اللون على العشب الأخضر في استقامة عسكرية ونضالية مثالية ، و نصب تذكاري عال وشامخ ومهيب بمثل مهابة الحدث العظيم ، وخلفه توزعت أسماء التونسيين والتونسيات من شهداء المعركة والنضال مكتوبة باحرف ذهبية ، شاهدة على تلك الملحمة الوطنية والنضالية التونسية غير المسبوقة على ارض الجلاء بنزرت .